الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة رمزي العموري (رئيس جامعة نوادي السينما): فتحي الخراط يمـثـل الدولـة العــمـيـقـة والـمطلــوب مــــن الوزيـرة تغـيـيــره

نشر في  25 ماي 2016  (11:46)

لـماذا نحضر آليا في مهرجان كان ونغيب عن برلين؟

أطلقت الجامعة التونسية لنوادي السينما منذ أيام حملة «تونسي في كان» وهي بمثابة الرسالة المفتوحة التي وجهتها الجامعة للسلطة داعية إيّاها لمراجعة سياساتها الثقافية وتمثلاتها في المشهد السينمائي. لتوضيح أهداف هذه الحملة ودواعيها، جمعنا لقاء برمزي العموري رئيس جامعة نوادي السينما الذي شخّص لنا، وهو الطبيب الشاب الذي يحلم بمداواة جسد الثقافة، بعض مواطن الخلل في المشهد السينمائي، فكان هذا الحوار..

ـ لو تشرح لنا أبعاد وأهداف حملة «تونسي في كان» التي اطلقتموها مؤخرا على شبكات التواصل الاجتماعي؟
هذه الحملة هي قبل كل شيء فرصة لطرح أسئلة تتعلق بواقع السينما في تونس اليوم، وهو موضوع بحاجة أكيدة لإعادة النظر فيه... كما ترمي هذه الحملة بصفة خاصة الى التساؤل حول جدوى مشاركة تونس كل سنة وبصفة أوتوماتيكية في مهرجان كان، وما هي مرتبة هذه المشاركة في سلم الأولويات و«شانتي» السينما في تونس؟ لماذا نحضر آليا في مهرجان كان ونغيب عن مهرجان برلين الذي كانت فيه تونس ممثلة في المسابقة الرسمية بفيلم «نحبك هادي»؟ لو طُلب منا رأينا كجامعة في هذا الموضوع فلن نتوجه الى مهرجان كان، وهو سوق للسينما، بينما لا تتوفر هذه السوق في تونس كما تنعدم في بلدنا مسالك التوزيع المتعارف عليها.. من المفروض أن نشارك في مهرجانات «تفكر في السينما» وتتماشى أكثر مع روح السينما التونسية.
ـ استعنتم في هذه الحملة بفنانين ومخرجين لتمرير رسائل مختلفة، فلماذا هذا الخيار؟
لأنّه من الضروري أن نفسح المجال للفنانين لكي يعبروا بأنفسهم عن مواقفهم ويقدموا شهادات حول مشاركتهم في مهرجان كان... وقد لبى الدعوة كل من عبد المنعم شويات ومنصف ذويب وفاطمة سعيدان وأحمد الحفيان الذي تحدث بكثير من الوجيعة قائلا إنّه يفضل التحاور مع تلاميذ معهد الرجيش حول السينما على الذهاب الى مهرجان كان...
ونعتبر في جامعة نوادي السينما، هذا الهيكل العريق الذي أسسه الطاهر شريعة في ستينات القرن الماضي، أنّنا بحاجة الى إعادة النظر والتفكير في واقع السينما التونسية لأنّ السياسات المنتهجة حاليا غير مجدية ولا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تنفع لا القطاع ولا البلاد... ومن أهداف هذه الحملة أيضا أن يدرك الشباب التونسي ـ وأقصد جيل الاتصالات الحديثة ـ تاريخ السينما التونسية.. نحن مطالبون باستغلال مستجدات المشهد السينمائي بعد الثورة، وببعث استراتيجيات تواصل تضمن إعادة الروح للأفلام التونسية بقديمها وجديدها.

 نحلم بسينماتيك وبشارع للثقافة وباسترجاع قاعة سينما «الشان ايليزي»!

ـ وعلاقتكم مع وزارة الثقافة، كيف هي؟
منذ 4 أشهر ننتظر موعدا مع الوزيرة لعرض أفكارنا، ولا نفهم كيف يمكن تجاهل صرح كبير مثل جامعة نوادي السينما، هذا المكون الرئيسي للمشهد السينمائي؟ بصراحة أتعجب عندما يتم استدعائي في برلين كخبير، وفي تونس يماطلون حتى في تحديد موعد للقاء رئيس جامعة نوادي السينما!
 وحتى مجلس التوجهات الاستراتيجية، نحن مقصون منه! ونحن الذين ننشط ونكتب المقالات ونقدم التصورات حول السينما (جامعة نوادي السينما تضم 20 ناديا وسجلت ما يزيد عن 19 ألف متفرج خلال سنة 2015).
ـ لديكم مشكل أيضا مع مركز السينما والصورة؟
نعتبر أنّ المركز الوطني للسينما والصورة الذي طالب به عديد السينمائيين من أهم المكاسب التي حققناها، لكن هذا الهيكل «ضيّع» وقتا ثمينا مع إداراته المتعاقبة. نعتبر كجامعة، أنّ المركز بحاجة الى تسيير توافقي direction collégiale ولا إلى مركزة القرار بين يدي رئيسه فتحي الخراط، وهو طلب من شأنه أن يضمن الشفافية والعدل في القرارات المتخذة في الشأن السينمائي .
ـ بلغنا أنّه تمّ حرمانكم من منحة تظاهرة «سينما السلام؟»؟
صحيح، وصلتنا رسالة من المركز الوطني للسينما والصورة قبل بداية تظاهرة «سينما السلام؟» أعلمونا فيها أنّه إذا أردنا أن يكون المركز شريكا فيجب أن يتدخل في وضع البرمجة! فبلغناهم أنّنا جمعية مستقلة وأنّ هذا التدخل لا يستقيم، ولهذا رفض المركز مدنا بالمنحة رغم أنّ لجنة إسناد المنح وافقت على ذلك! إذا أرادوا أن يحجبوا المنح فليحجبوها ونحن سنواصل عملنا بفضل الدعم الذي نجده في صناديق التمويل الأجنبية على غرار صندوق «الثقافة للجميع».
وبصراحة نعتبر ـ وهو رأي يشاطرنا فيه عدد كبير من الناشطين في المجال السينمائي ـ أنّ رئيس المركز السيد فتحي الخراط يشكل عائقا ومشكلا حقيقيا بعد توخيه تمشيا مبنيا على الإقصاء. يعاني اليوم خيرة سينمائيي تونس من هذا الاقصاء ومنهم على سبيل الذكر لا الحصر علاء الدين سليم وإسماعيل اللواتي.فتحي الخراط يمثل الدولة العميقة والمطلوب من الوزيرة، تغييره وإلاّ فإنّنا سنهدر المزيد من الوقت ومن الطاقات... هذا مع إيماننا بأنّ في الوزارة كفاءات عديدة لكنّها معزولة وهو ما لا يخدم الديناميكية المطلوبة في مجال الثقافة. الوزيرة بحاجة إلى دوان فاعل وناجع يشتغل بالشراكة مع كفاءات الوزارة.

حملة «تونسي في كان» هدفها إعادة النظر في واقع السينما في تونس

ـ لكم عدة مشاريع ومقترحات، فلو تذكر لنا البعض منها؟
إذا أردنا تطوير البلاد، يجب الاستثمار في مجال الثقافة، فالشعور بالانتماء إلى الوطن لا يمكن أن يمرّ إلاّ عبر الثقافة.. وما دامت الرؤية الثقافية غائبة فلن نتقدم..
وفي هذا السياق، لنا أحلام مشروعة ومعقولة وإن بدت خيالية.. ومنها أنّنا نريد بعث «سينيماتيك» تجمع الانتاج السينمائي التونسي، وهو مشروع يتطلب ميزانية في حدود المليار والنصف، كما نحلم بأنّ يصبح شارع باريس بالعاصمة شارعا للثقافة بدور عرضه المتعددة ومقاهيه الثقافية، كل ذلك ممكن ولكن الرؤية هي الغائبة... ومثلما يقول المصريون «الثقافة مش وزارة، الثقافة في الشارع والحارة»...
نسعى أيضا لتوفير مقر دائم للجامعة، فهل يعقل أن تظل جامعة عريقة مثل جامعتنا بلا مقر وبلا قاعة عرض؟
طالبنا أيضا بأن تصبح دار الثقافة ابن خلدون دارا للجمعيات السينمائية لكن مطلبنا جوبه بالرفض...
سأضرب مثالا آخر وهو قاعة سينما «الشان ايليزي» التي أغلقت أبوابها منذ سنة 2006 بعد نزاع عقاري بين محاميين، وهناك حملة هذه الأيّام لاسترجاع هذه القاعة التي يمكن أن تصبح، وهي الموجودة على شارع الحبيب بورقيبة، سينيماتيك رائعة!
هل لاحظ المسؤولون أنّ وسط العاصمة تراجع على المستوى الثقافي بينما اكتسحته الأنشطة التجارية؟ هل هذه هي تونس التي نريد؟

حاورته: شيراز بن مراد